0
ادخله والده لاحدى المصحات الخاصة بجهة البحيرة للختان فخرج منها فاقدا للبصر ، عاجزا عن المشي مع صعوبة في التنفس بسبب ثقب واسع على مستوى حنجرته.. ذلك هو حال الصغير محمد أمين الغندوري الذي لم يتجاوز عمره السنة والنصف .  
أطوار هذه الحادثة الأليمة تعود الى ذات ليلة من شهر جويلية 2014 حين قررت وزوجها ختان ابنهما الوحيد «محمد امين» باحدى المصحات الخاصة الكائنة بجهة البحيرة .احضرا لوازم المناسبة السعيدة التي سرعان ما تحولت الى كابوس بل الى مأساة قد تتواصل مدى الحياة ، ادخلا الصغير محمد امين (من مواليد 29 ماي 2013 ) الى المصحة حيث استقبله الاطار الطبي هناك ليغيب عنهما بضع ساعات ثم يخبرهما الطبيب المباشر للعملية بان الحالة الصحية لـ«محمد أمين» قد تعكرت وانه في غيبوبة مما أستوجب نقله لى العناية المركزة .
تضيف والدة المتضرر انه بعد مرور أربعة ايام تم اعلامها بان ابنها يعاني من مرض في القلب ومن صعوبة في التنفس استوجبت خضوعه لعملية جراحية على مستوى حنجرته قيل لها انها كللت بالنجاح بعد ان طلب منها ضرورة ابقائه بالمصحة الى حين شفائه نهائيا رغم انها لم تكن ترغب في ذلك خوفا من فقدان ابنها اولا ومن تضخم فاتورة اقامته بالمصحة ثانيا مؤكدة ان الطبيب المشرف على العملية باشر عملية الختان دون ان يجري الفحوصات والتحاليل اللازمة لابنها ليكتشف في ما بعد كل هذه الأمراض التي أرجعتها عائلة المتضرر الى التقصير والاهمال .
بعد ان يئست السيدة اسلام من شفاء ابنها داخل هذه المصحة أرادت اخراجه من هناك خاصة وان مصاريف الأدوية تجاوزت ال 18 الف دينار فأعلمتها ادارة المصحة انها مطالبة بدفع مبلغ مالي قدره 50 الف دينار مقابل اقامة ابنها وقيل لها «سدّدي المبلغ الذي تقدرين على دفعه» بتعلة ان الادارة راعت ظروفها وقدمت لها تسهيلات في الدفع . 
مقاضاة المصحة
تقدم والدا محمد امين بشكوى لدى السيد وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية بتونس ضد هذه المصحة في شخص ممثلها القانوني طالبين من كافة الهياكل القضائية انصاف صغيرهم الذي اصبح معوقا وضريرا وهو لم يتجاوز بعد السنة والنصف راجين من كافة السلط المعنية التدخل السريع لعلاج محمد امين وإنصافه .
بعض المصحات الخاصة التي أصبحت تستقطب نسبة عالية جدا من المرضى ـ الذين فروا من العلاج في المستشفيات العمومية نتيجة النقائص الفادحة في التجهيزات والمعدات الطبية ـ تحولت الى «أوكار» لجمع الأموال دون مراعاة حياة زائريها ممن يتكبدون دفع الالاف من الدينارات في سبيل الشفاء ليتفاجؤوا بدفع الأموال مع نقل جثث مرضاهم أو اخراجهم في أوضاع صحية مزرية وهو ما يتطلب ضرورة مراجعة جذرية لانتصاب مثل هذه المصحات دون توفر الشروط الازمة.

Enregistrer un commentaire

 
Top